Friday, 20 December 2013

على هامش الجنون: احذر.. فقد تكون أنت التالي




بعد عزل الرئيس السابق محمد مرسي أصبح من الصعب تحديد تعريف واضح للجريمة الجماعية أو الجريمة الفردية.

مثلا وقعت بعض الجرائم من أفراد ينتمون الى جماعة الاخوان خلال احتجاجاتهم على عزل مرسي. وأدت هذه الجرائم الى وجود موجة غضب شعبي تدعو الى الانتقام من جميع أفراد الجماعة، بصرف النظر عن كونهم قد شاركوا في ارتكاب هذه الجرائم أم لا. وأصبح من الشائع قراءة مانشيتات في الصحف تقول: الاخوان يذبحون سائق تاكسي في المنصور.. أو الاخوان يحطمون واجهات المحال في الاسكندرية.. 

وما يقوله لنا العقل والمنطق في هذه المسألة أن مرتكب الجريمة هو الذي يحاسب بصرف النظر عن انتمائه لجماعة دينية أو عرقية ما. بمعنى أنه لا يجوز محاسبة جميع أفراد الجماعة بسبب تصرف فردي. 

لكن هناك بعض الاعتقادات الشعبية الشائعة (التي يغذيها الاعلام) تؤدي الى نتائج غير منطقية!

١. يعتقد بعض المصريين أن المنتمين لجماعة الاخوان لا ينتمون بالضرورة للشعب المصري. اعتقاد خاطئ ولكنه موجود.

٢. يعتقد المذكورون في النقطة الأولى أن رد الفعل الشعبي الجماعي الغاضب أو قمع الدولة المبالغ فيه لجميع أفراد الجماعة هو نتيجة طبيعية ومنطقية لسلوك بعض أفراد الجماعة. اعتقاد خاطئ أيضا لكنه موجود.

٣. من يعتقد بصحة ما هو موجود في النقطة الأولى والثانية يعتقد بأن جميع أفراد الاخوان ينتمون الى طائفة غريبة عن باقي الشعب المصري. اعتقاد خاطئ أيضا لكنه موجود.

٤. لكن من المدهش أن كل المؤمنين بالاعتقادات الواردة في النقاط الثلاث السابقة يعتبرون أن عملا ارهابيا في أوروبا أو أمريكا من قبل مسلم لا يبرر الاساءة الجماعية لجميع المسلمين في الغرب! مع أن التدقيق في المسألة يعني ببساطة أننا نتعامل مع نفس الحالة! فالبعض في المجتمعات الغربية يعتقد أيضا أن المسلمين طائفة غريبة على مجتمعاتهم وتريد هلاكها. 

قبل أن تتورط في معاداة المختلفين معك، تذكر أنه سيأتي يوم وتصبح أنت هو هذا الآخر الذي يطالب الآخرون بقمعه والتنكيل به!

الحل هو تطبيق القانون دون الانجرار الى الانتقام.

No comments:

Post a Comment