على مدى أكثر من عامين، ظلت المعارضة المسلحة في سورية
تلح في طلب التدخل الدولي من أجل مساعدتها في الإطاحة بالنظام السوري، دون أن يلبى
طلبها. بل أن الدول التي تبنت فكرة الإطاحة بنظام الأسد مثل الولايات المتحدة
وبريطانيا، تخوفت من إمداد المعارضة المسلحة بأسلحة تغير من ميزان الصراع لصالحها.
فأسلحة مثل صواريخ "ستينجر" الأمريكية
المحمولة على الكتف والتي تستخدم في إسقاط المروحيات والمقاتلات على ارتفاع منخفض،
تم حظر وصولها الى ساحة الصراع السوري، بعد أن تأكدت أجهزة الاستخبارات الغربية من
أن جزءاً من المعارضة المسلحة مرتبطٌ بتنظيم القاعدة، مثل جبهة النصرة.
وفق تصريحات المسؤولين في الإدارة الأمريكية والحكومة
البريطانية فإن الهدف من الضربة العسكرية المرتقبة والتي تقول تقارير إنها ستكون
يوم الخميس القادم أو الجمعة، هو معاقبة النظام السوري على استخدام أسلحة كيماوية
ضد المدنيين. وهو الأمر الذي لم يتأكد بعد من قبل مراقبي الأمم المتحدة. ومن
الضروري هنا الالتفات الى زيارة السلطان قابوس الى إيران والتي أعقبها زيارة جيفري
فيلتمان، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة الى طهران ونائب وزيرة الخارجية
الأمريكية السابق، وذلك لطمأنة الجانب الإيراني من أن الضربة القادمة لن تسعى
لإسقاط النظام السوري.
كما من الضروري الإشارة الى رد الفعل الروسي الضعيف على
قرار ضرب حليفتها سورية دون اللجوء الى استصدار قرار دولي من مجلس الأمن.
كل هذه المؤشرات تدل على أن الضربة العسكرية التي سيتولى
الإشراف عليها حلف الناتو، لن تشكل خطراً على حياة الرئيس السوري أو معاونيه، كما
لن تضرب مؤسسات الدولة السورية بشكلٍ يسمح للمعارضة المسلحة بأن تحقق انتصاراً
عسكرياً كبيراً على الأرض يؤدي الى إنهاء الصراع لصالحها ووصولها الى الحكم.
ومن المهم الإشارة هنا الى كل التصريحات والتحليلات الأمريكية
والإسرائيلية منذ تحول الثورة السورية الى حربٍ أهلية والتي تقول صراحةً إن إسقاط
الأسد يشكل خطراً على أمن إسرائيل، وسيجعل من سورية قاعدةً رئيسية لتنظيم القاعدة
وحلفائها.
إذا لم يكن الهدف هو إسقاط نظام الأسد، فما الهدف إذن من
الضربة العسكرية لسورية؟ على الأرجح فإن قائمة أهداف الضربة العسكرية ستشمل قواعد
الدفاع الجوي، وإمكانيات الردع الصاروخي بعيد المدى التي تمتلكها سورية والتي تشكل
تهديداً (ولو نظرياً) على أمن إسرائيل، وتشكل تهديداً فعلياً في حال انتقالها الى
حزب الله أو جبهة النصرة. كما من المحتمل وفق بعض التحليلات المنشورة في الصحافة
البريطانية أن تستغل الولايات المتحدة فرصة الحملة العسكرية وتضرب أهدافاً لجبهة
النصرة. لكن من المؤكد أن هذه الضربة لا تستهدف القضاء على نظام الأسد، وإنما ترك
الصراع في سورية مشتعلاً حتى يتم استنزاف جميع الأطراف، وحينها لن تشكل سورية
خطراً سوى على جيرانها العرب.
ما هنا بيجي دور الجيش السوري الحر ع الارض. أستغلال الفوضى والخوف وغياب سلاح الجو لتحقيق هجوم صاعق ومباغت. ده دور تركيا والسعودية بقى يا معلم
ReplyDeleteو جبهة النصرة مين قيقوم بيها؟ الجيش الحر ميقدرش يحارب علي جبهتين
Delete