Sunday, 7 April 2013

رحيل صديق عن دنيانا الافتراضية



"أنا قررت أعتزل السوشيال ميديا للأبد. قفلت أكاونتي في تويتر وهقفل الزفت بتاع الفيسبوك وأرجع بني آدم طبيعي. ادعيلي".

كان ردي عليه: "بلاش يا ريس خليك معايا نحارب الشر".

لكنه كان قد حسم أمره. "إنت مش متخيل الحياة عاملة إزاي من غير الإزعاج الإلكتروني دة. وعينا أو ما وعيناش، دة استعباد. ومش هنقدر نغير حاجة. مش يأس. لكن خلاص.. لو كانوا هيقعوا كانوا وقعوا. مش هيواجهوا أصعب من اللي واجهوه. هم قدر وعلينا تقبله. قضي الأمر. والله كنت بفكر أكتب تدوينة عن الموضوع دة بعنوان "قضي الأمر"، بس لقيت حتى دا تضييع وقت فيما لا يفيد. عاوز أركز في حياتي وجهدي وكفاية تشتيت إنتباه و تضييع للتركيز.. إنت مش متخيل أنا بعاني قد إيه في كل حاجة كنت بمارسها بسلاسة.. شطرنج.. رسم.. شغل.. نحت.. أو حتى فرجة على فيلم حلو.. أو غيره. كل حاجة بعملها ببقى عاوز أروح أحكي عنها.. فبفقد كل متعة أو تركيز في جوهرها اللي أصلا حببني فيها. كل شيء مصطنع.. كل شيء مبتذل. صدعتك عالمسا. بس حبيت تبقى عارف بس".

بهذه الجمل المكثفة حسم سامر كامل أمره وقرر مغادرة دنيانا الافتراضية بمحض إرادته. أوقف حسابه في شبكة تويتر وحسابه في شبكة فيسبوك وعاد مرةً أخرى ليستمتع بما كان يفعله قبل كل هذا الضجيج الإلكتروني. لكن المؤلم أنه أحس بأنه يكرر مأساة الفارس الإسباني "دون كيخوته" وهو يحارب طواحين الهواء في رواية ميغيل دي ثيرفانتس. "لو كانوا هيقعوا كانوا وقعوا. مش هيواجهوا أصعب من اللي واجهوه. هم قدر وعلينا تقبله. قضي الأمر".

"لما أحب أكلمك أعمل أيه؟". جاءني الرد من شباك المحادثة في فيسبوك: هذا المستخدم لم يعد موجوداً.

استمتع بوقتك أينما كنت، وادعيلي أشد السلك قريباً.

6 comments:

  1. سامر ؟! فعلا؟! أنا كنت متابعه و هو كمان تابعني بعد كام تداخل بيننا و بعدين فوجئت انه عمل أنفولو بدون أي سبب أو موقف من أي نوع و رغم اني من مغموري تويتر الاَّ ان كرامتي نقحت عليا و عملت أنا كمان أنفولو. خسارة بجد! كان بيكتب كويس و عنده نظرة مميزة و تويتاته كانت رشيقة فعلا و مدونته كانت هايلة. ناس كتير نفسها تعمل كده بس موضوع العالم الافتراضي ده شكله بقي جزء من استلاب الانسان اللي بدأ مع الثورة الصناعية، عن نفسي بحترم أي انسان يعمل "شفت" في حياته كده و بشوف ان الناس دي بتكون نماذج بشرية ثرية. أكيد مش بشجعك تعمل زيه لأني بجد بهتم جدا بكلامك علي تويتر أو في التدوينات،و عموما ربنا يجعلها اخر الأحزان الافتراضية و الواقعية كمان، تحياتي لك أكاديمي واعد و كاتب متميز

    ReplyDelete
    Replies
    1. This comment has been removed by the author.

      Delete
  2. أنا أيضا أتمنى أن يستمتع بوقته أينما كان،بالرغم من اني اول مرة اقرأ له ما نشرته في مدونتك وكان بعنوان"لماذا يكره المصريون السلطة" ولقد اسعدني رده على ملاحظتي البسيطة ودفعني اني اذهب الى مدونته والقاء نظرة فقد احزني اني لم اتابعه او اعرفه منذ فتره...تمنياتي له بكل خير ولك ايضا

    ReplyDelete
  3. رغم موافقتى على رأيك و رأى سامر فيم يخص الشبكات الاجتماعية ...الحل مش الرحيل و هانخسر كتير لو اللى زيكم من المثقفين قرروا يوقفوا التواصل معاناويسلموا نافذه زى دى بكل امكانياتها للتافهين و اللجان....سامر محبط و يائس ...وحجم الهراء و العبث و الابتذال عالمواقع دى مؤخرا اصبح لا يحتمل... ليه ما يكونش عندنا توجه بديل بتحويلها لحلقات اطلاع و نشاط ثقافى وقتل جوانبها السيئة ومساعدة الناس من خلالهامع تقنين اوقات الدخول للحد الادنى فى معاد ثابت يوميا ونرجع التواصل بشكل رئيسى للمقابلات و التليفون.... كل الادوات مسخرة بأيدينا كأيدينا واعيننا والسنتنا..نحن من نقررفيم و لم و كيف نستخدمها...واملى سامر يرجع...عجبتنى تويتاتك الاخيرة عن ادمان تويتر ايضا و دى مش اول مره تكتب محاولا وصف هذه الشبكة اللعينة...اجمل امنياتى لمدونى الحملى المفضل :)

    ReplyDelete
    Replies
    1. شكرا جدا يا نورا على كرمك :) متفق معاكي إن الانسحاب مش مفيد خصوصا في الفترة الصعبة اللي بنمر بيها دلوقتي

      Delete
  4. أنا دايماً بقلب في أكاونتات الشهداء والناس اللي ماتت، مش عارفه إيه المُثير في كده؟.. إيه يعني؟ بحس العظة والموعظة وإني مش هيتبقى مني غير أكاونت والعمل الصالح؟ مش عارفه. ومش عارفه ليه حسيت بمود كئيب لما قرأت إن صديقك قرر يسيب السوشيال ميديا؟ حسيت ده لما صديقة قررت تقفل الأكاونت بتاعها للأبد
    دي أول تدوينة أقرأها لك، إن شاء الله مش هتكون الأخيرة
    :-)

    ReplyDelete