Monday 3 September 2012

لقاء عابر على ناصية طريق مزدحم




كتبت تغريدة مستقاة من حدث مر به صديق. فوجئت أن حساباً في تويتر قد رد على التغريدة بتغريدات صاغت مشهداً درامياً.

السطور الظاهرة باللون بالأسود هي ما كتبت، والسطور الظاهرة باللون الأزرق لحساب في تويتر باسم: ‏@RandomThought0..

من أقسى الأشياء على النفس لما تشوف اتنين بيحبوا بعض ويغتال حبهم فجأة، وتمر سنين ويشوفوا بعض صدفة وهي متجوزة ومخلفة زوربة عيال وهو أصلع وبكرش

هل سيحمد كل منهم الله على فراقه عن صاحبه؟

خلال اللقاء القصير بينهما، لم يتسائل أحد عن كيف كان ما سيكون لو ظل قائما.. فقط تبادلا الدهشة!

من الجيد أنهما تعرفا على بعضهما بعد هذه التغييرات الكبيرة التي حدثت لهما، فقد كان من الممكن ألا يلاحظ أحدهما الآخر..

لقد كانت محض صدفة.. لقاء عابر في مقهى مزدحم يقع على ناصية شارع مؤدي الى السوق!

حيث كانت تريح قدميها المتعبتين من التبضع لإعداد الغداء، وحيث كان هو يضيّع مزيدا من الوقت قبل العودة إلى منزله المتخم بالأطفال أيضا.

نظر إليها وانصرف سريعا.. خشي على بقايا صورتها القديمة في خياله المثخن بجراح الانفصال المر!

نظرت لأطفالها وبدا على شفتيها ملامح ابتسامة فهم لا يشبهون أولئك الذين اعتادت ان تتخيلهم كأطفالهما.. كانوا أجمل من خيالاتها.

شعر بغصة تخنقه.. تمتم بكلمات غير مفهومة وانصرف سريعا ليذوب وسط الزحام وركام ذكرياته المبعثرة.. كان حزيناً، كأنها البارحة!

أكملت قهوتها وانتظرت حتى أنهى أطفالها المثلجات، لملمت مشترياتها وغادرت وهي تفكر فيما ستصنعه للغداء، تاركةً شبح ابتسامة بقاع الفنجان.

أما هو فانزوى في ركن قصي من القهوة المزدحمة بالعاطلين والمتعبين من السفر. أمسك بجريدةٍ مهترئة، وأخذ يبحث فيها عن صورتها. بكى.