Thursday 23 August 2012

مصر وقرض صندوق النقد.. نحن نبيع مصر


ليه قرض صندوق النقد يعني رفع الدعم؟ دة لأنك لما تاخد قرض من صندوق النقد فأنت بتوافق على حزمة تدخلات منهم في إدارة اقتصادك، بيسموهاإصلاحات!

 ليه صندوق النقد بيشترط رفع الدعم مقابل قروضه؟ لأن هذه المؤسسة التي تعتبر نفسها "فاتيكان الرأسماليةتعتبر دعم السلع والطاقة ضد تحرير الأسواق.

 إيه هي أبرز إنجازات صندوق النقد؟ أبرز إنجازاته أنه تدخل في اقتصادات أمريكا اللاتينية وجابها ولله الحمد الأرض، وخصوصا الأرجنتين بين 1999-2002

 من هو المتحكم في صندوق النقد؟ منذ إنشائه بعد الحرب العالمية الثانية وتحديدا بعد قرار الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون عام 1971 بإلغاء نظام بريتون وودز وواشنطن تتحكم في سياساته

 ليه الاخوان بيطلبوا قرض من صندوق النقد؟ لأن من خلاله ممكن يقولوا إن رفع الدعم وسيطرة رؤوس الأموال الإخوانية على الخدمات من شروط صندوق النقد!

 أيه علاقة الاخوان بالرأسمالية؟ من قرأ البرنامج الاقتصادي لمرسي وهو مرشح يمكن رؤية ترجمة حرفية لخطط رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارجريت ثاتشر (1979-1990) في إعادة هيكلة الاقتصاد البريطاني..

 ماذا سيحدث في مصر بعد أن يكون لصندوق النقد يد في إدارة الاقتصاد؟ سيتم إجراء "إصلاحات عميقةوهي عبارة تعني "سحقالطبقة المتوسطة لعقد كامل من الزمن على الأقل!

 ما الذي فعلته ثاتشر حتى تكرهوا الاخوان؟ 1. حطمت النقابات 2. فككت المصانع 3. جعلت الاقتصاد الصناعي يتحول الى الخدمات 4. باعت كل الخدمات للأجانب..

 هل قرض الصندوق شهادة للاقتصاد كما يقول قنديل؟ هذه نكتة يضحك عليها من يعرف الأرقام الحقيقية للاقتصاد المصري. فالاقتصاد الآن مثل قماشة مهترئة!

 إذا كانت مصر ستتجه نحو الهاوية السحيقة لسنوات بسبب تدخلات صندوق النقد.. ما العمل؟ العمل عمل ربنا.. لا يمكن فعل شيء مع حكومة منتخبة ديمقراطيا

 هل صندوق النقد الدولي شرير؟ لا. على العكس من ذلك.فمن المعروف أن الصندوق يقرض بدون شروط لدول الغرب المتعثرة، ويعمل نفسه "غسان مطرمع دول الشرق

 هل هناك أمثلة على نتائج تدخل صندوق النقد؟ في البداية سيتم إلغاء دعم الحاصلات الزراعية ثم إلغاء دعم الكهرباء والطاقة والقمح وخصخصة المواصلات.

 لو كنت شابا/شابة في مصر، ماذا أفعل بعد قرار الحكومة بالاقتراض من صندوق النقد؟ عليك/عليكي أن تسأل/تسألي عن عنوان سفارة كندا وشروط الهجرة إليها

 ما هي الآثار الاجتماعية لقرض صندوق النقد؟ بعد تخفيض حجم الجهاز الحكومي عبر فصل مئات آلاف الموظفين، ستكون القاهرة مثل ريو دي جانيرو في الجريمة.

 هل بعد إعادة هيكلة الاقتصاد المصري، ستدفع الطبقة الوسطى الفاتورة وحدها؟ لاسيكون رجال الأعمال غير الموالين للسلطة من الذين سيحرمون من ثمار هذه الهيكلة. فشبكة القطارات الحكومية يمكن أن تذهب الى مجموعة من رجال الأعمال الموالين الى السلطة، كما يمكن أن تذهب الكهرباء الى مجموعة أخرى من رجال الأعمال، وهكذا. 

يسألني البعض عن حلول لأزمة مصر وعن رغبتهم في أن أكون متفائلا. أنا أعيش مطحوناً في عاصمة رأسمالية ولا أستطيع أن أعترض لأن الحكومة منتخبة ديمقراطيا..  مثل مرسي بالضبط.

 أنتم انتخبتم مرسي، ومرسي رئيس يتمتع بكل السلطات بعد الإطاحة بالعسكر، وهو رئيس له رؤية خاصة لرفاهيتكم. إذن ادفعوا ثمن اختياركم وكونوا شجعانا


Sunday 19 August 2012

اغتيال السادات.. الدولة تأكل فرعونها

السادات صبيحة يوم ٦ أكتوبر ١٩٨١
للحديث عن من اغتال الرئيس أنور السادات لابد أن نتفق أن الرجل وطني، اجتهد فأصاب أحياناً وأخطأ أحياناً أخرى، وأن اجتهاداته الخاطئة لا تبرر اغتياله.

لابد من التعامل مع ملف اغتيال السادات باعتباره حدثاً ضمن سياق أوسع يتعلق بعلاقة السادات بواشنطن ورجالها في المنطقة، وبما حدث في الإقليم وقتها.

نبدأ بعلاقة السادات القديمة بواشنطن. منذ الخمسينيات ربطت السادات علاقة صداقة خاصة بكمال أدهم، رئيس الاستخبارات السعودية وصهر الملك فيصل.

لم تتأثر تلك العلاقة بالتوتر بسبب حرب اليمن، رغم أن السادات كان المسؤول السياسي عن الحرب. كما كان كمال أدهم، بحكم منصبه كرئيس للاستخبارات السعودية، يرتبط بعلاقة وثيقة بوكالة الاستخبارات الأمريكية، سي أي أيه.

في أعقاب حرب ١٩٧٣ عرض وزير الخارجية الأمريكي هنري كيسنجر، وكان قد تعرف على السادات قبل الحرب، أن يرسل للرئيس خبراء أمريكيين للحراسة للشخصية.

في تلك الفترة كان السادات يستعد لمبادرة السلام وكانت هناك تكهنات (تحولت لاحقاً الى تأكيدات) بأن ليبيا والعراق وجماعات فلسطينية تريد رأس السادات.

وزير الداخلية السابق النبوي إسماعي قال إن إحدى تلك المؤامرات تم كشفها، وإن بندقية قنص بعيدة المدى تم ضبطها وإرسالها للسادات الذي تفقدها وهو يشعر بمرارة شديدة.

الحراسة الشخصية للسادات في النصف الثاني من السبعينيات كانت تحت إشراف أمريكي كامل وتم إهدائه مروحية لإخلائه خلال أي عملية اغتيال محتملة وسيارات مصفحة ودروع واقية بالإضافة إلى تدريب رجال الحراسة الشخصية وتأمين الاستراحات التي يقيم بها الرئيس.

ظل السادات الضيف المفضل للرؤساء الأمريكيين حتى عام١٩٨٠ عندما فقد أعصابه في الداخل المصري وبدا أنه قد قطع كل حباله مع الإقليم وأصبح Liability أو عبء على السياسة الأمريكية في المنطقة، خصوصاً بعد أن تلقت ضربة تمثلت في الإطاحة بشاه إيران والثورة الإيرانية.

قام السادات في الشهور الأخيرة من حكمه باعتقال كافة التيارات السياسية في سبتمبر ٨١ وألقى أكثر من خطاب ملتهب، هاجم فيهم الإخوان المسلمين بضراوة.

كان السادات وقتها يشعر بأن جماعة الإخوان التي"أحسن إليها" عندما أستخدمها في معركته مع اليساريين والناصريين، لم تؤيده كما يجب في مبادرة السلام. بالإضافة إلى الملاسنة الشهيرة مع مرشد الجماعة عمر التلمساني الذي قال للرئيس أمام وسائل الإعلام: لو أن غيرك وجه إليّ هذه التهم لشكوته إليك، أما وأنك رئيس الجمهورية، فإني أشكوك إلى الله.

خالد الإسلامبولي.. المتهم الأول في قضية اغتيال السادات
تورط السادات أكثر في خصومته مع التيار الإسلامي عندما شتم الشيخ المحلاوي وقال "مرمي في السجن زي الكلب" وذلك ردا على انتقاد المحلاوي لتدخل جيهان السادات في الحياة السياسية.

الأجهزة الأمنية المصرية وقتها كانت قد اخترقت جماعات الجهاد والجماعة الإسلامية بصورة كبيرة وعلى علم بمخططات هذه الجماعات باغتيال رئيس الدولة!

هنا يدور تساؤل حول دور المشرف على المخابرات العامة وقتها، نائب الرئيس مبارك، وهل كان على علم بهذه التقارير؟ ولماذا لم يتحرك هو أو وزير الداخلية النبوي إسماعيل أو وزير الدفاع محمد عبد الحليم أبو غزالة.

كان أركان الدولة وأهم رجالاتها على علم بتخطيط الجماعة الإسلامية لاغتيال السادات وباختراقهم للجيش، ولكن الجميع فضل أن "يعمل نفسه مش شايف"!

السيناريو الأقرب إلى الصحة إلى أن واشنطن كانت تريد التخلص من رجل بدأ يشكل عبءً عليها، خصوصا وأن رجلها القوي في الخليج، الشاه، قد أطيح به بسبب بطئها في التحرك وخسرت إيران!

أما نائب الرئيس فكان على علم بأن جيهان قد قامت بدورها في حض السادات على استبداله، وأن أيامه كنائب صارت معدودة والتغيير سيجري بعد ٦ أكتوبر ١٩٨١. وكانت المعلومات تشير إلى أن نائب الرئيس الجديد قد يكون وزير الإعلام السابق محمد عبد القادر حاتم.

الجماعة الإسلامية كانت تخطط لاغتيال السادات والسيطرة على ماسبيرو والاستيلاء على مديريات الأمن من الصعيد حتى القاهرة وإقامة الدولة الإسلامية.

السادات ونائب الرئيس مبارك قبل لحظات من الاغتيال
ويبدو أن مصالح المثلث الذي لا يمكن أن يلتقي أبدا قد تلاقت. الجماعة الإسلامية ورجال الرئيس ولانجلي (مقرCIA). وكأن المطلوب كان تمهيد الطريق لخالد الاسلامبولي نحو المنصة.

يمكنكم قراءة نص التحقيقات حول وصول إبر ضرب النار الى بنادق خالد الاسلامبولي في العرض العسكري وحول ممدوح أبو جبل، الضابط الذي أمدهم بهذه الإبر وتم اعتباره شاهد ملك، ثم سافر إلى إحدى الدول العربية حيث يعمل هناك حتى الآن!

المثير للدهشة أن كل المسؤولين عن التقصير الأمني في اغتيال السادات تم مكافأتهم بعد الاغتيال ومنهم من أصبح محافظا ومن أصبح من كبار رجال الدولة.

قتل السادات، ولم يصب نائب الرئيس مبارك أو وزير الدفاع أبو غزالة أو كمال حسن علي أو فؤاد محي الدين رئيس الوزراء. وتم الانتقال المتفق عليه للحكم إلى نائب الرئيس بعد موافقة أبو غزالة، الذي كان بإمكانه أن يعيق عملية انتقال السلطة، إن أراد.

فور اغتيال السادات كان رجل واشنطن بمصر، أبو غزالة (من حيث علاقاته النافذة بالبنتاجون ومساهماته في تسليح مجاهدي أفغانستان) قد رتب انتقال السلطة إلى نائب الرئيس بسلاسة، وسيطر على القاهرة وأمر بالسيطرة على محافظات الصعيد.

فور الاغتيال وقعت مذبحة بمديرية أمن أسيوط من قبل الجماعة الإسلامية وجرت محاولة للسيطرة على ماسبيرو لكن الجيش أحبطها وتم السيطرة على القاهرة.

المثير للدهشة أن المحرض على الاغتيال عبود الزمر، كان ضابطا بالمخابرات العسكرية، وهناك معلومات غير مؤكدة ربطته بالتورط في اغتيال الفريق بدوي، دون علمه!

علامات الاستفهام حول اغتيال السادات هي التي أدت إلى الرد بعنف على كل من حاول الإجابة عليها. فهذه هي المرة الأولى التي تضحي فيها الدولة بفرعونها.


ملحوظة:
هذه التدوينة هي تجميع لمجموعة من التغريدات التي كتبت لجمهور موقع التواصل الاجتماعي، تويتر. لذا وجب التنويه.