Tuesday 20 December 2011

أربع نقاط لكي نسبق العسكر.. أو هكذا أعتقد


"نفسي نسبق العسكر بخطوة ومانبقاش مجرد رد فعل...مش عارفة إزاي". هذا كان نص تغريدة صديقة تريد الخروج من الأزمة الحالية.. كان ردي بأني أعتقد أن لدي حلا ولكن ليس لدي الأمل في أن يكون لديه مستمع أو يلتفت إليه أحد.

لكننا في مرحلة تريد من أغلبنا أن يقل كلمته ولا يمض حتى يتأكد أنها وصلت، وأنها ربما تساهم في إصلاح شيئ مما تدمر ويدمر خلال هذه اللحظة الكئيبة من عمر الثورة.

النقاط التالية هي ما أعتقد أن على الثوار أن يفعلوه، ولا أريد أن أزايد عليهم وهم على الأرض، ولكن أحيانا تكون الرؤية من بعيد أوضح!


1. إدراك طبيعة المجتمع بأنه ليس ثوريا أو راديكاليا كحال طليعته الثورية. وبالتالي فمن المهم جدا أن يكون الثوار قادرين على صياغة خطاب شعبي يصل للناس البعيدة عن شبكات التواصل الاجتماعي كتويتر وفيسبوك، وهم الأغلبية، ويكون هذا الخطاب قادرا على أن يقول للناس بوضوح أن التغيير الذي تطالب به الثورة يعني عدالة اجتماعية وإعادة توزيع ثروات هذا الوطن على أكبر عدد ممكن من أبنائه.

2. أن هذا المجتمع لديه ثوابت تتعلق بالدين وبالدولة المركزية ومن يقف ضد هذا الثوابت فإنه إما غير مدرك لطبيعة مجتمعه أو أنه اختار الوقوف في الجانب الخاطئ من حركة التاريخ. وبالتالي فليس من المفيد الانتقاد الحاد لجموع الاسلاميين عبر السخرية من القيم الدينية. ولكن يجب أن يكون النقد مستهدفا السلوك السياسي لمن يمثلون التيارات الاسلامية وأن يصاغ خطاب شعبي يوضح أن هذا السلوك السياسي لا علاقة له بالدين الحنيف الذي نربأ بإقحامه في خلافات سياسية دنيوية. أما فيما يتعلق بالدولة المركزية فإن المواطن المصري بشخصيته التي تشكلت على مدى آلاف السنين، اعتاد منذ الدولة الفرعونية الأولى على أن العيش تحت ظل حاكم قوي مستبد أهون من العيش تحت ظل حاكم ضعيف طيب! وهنا يجب أن يكون الخطاب الموجه الى الناس فيه إعلان صريح بأن الثوار لا يريدون هدم الدولة أو مؤسساتها الباقية وإنما يريدون إصلاحها من أجل خدمة الناس. وأن في إصلاحها تقوية لهذه المؤسسات التي يفترض أنها تخدم المجتمع لا الحاكم.

3. الابتعاد عن الصدام والتركيز على النضال السلمي وابتكار أشكال أخرى للاحتجاج السلمي، هو الذي سيؤدي الى أن تقف الأغلبية مع الثوار وأن يتم سحب البساط من السلطة التي تريد أن تقول أن استخدامها المفرط للعنف هو رد فعل على عنف مضاد. وهنا يجب الالتفات لتجربة الثورة اليمنية التي تمسكت بسلمية الثورة رغم كل الضغوط الداخلية والخارجية لإخراجها عن هذا المسار والجنوح بها نحو مسار الثورة في ليبيا، والتي كانت بالغة الدموية وانعكاسا لصراع قبلي بين الشرق والغرب الليبي. ولا ينبغي أن نفرط في الاعجاب بالثورة المسلحة في ليبيا والتي أدت الى أن يتحول هذا البلد الى القاعدة البديلة لجماعات الجهاد الحركي بعد أن انسحبت عناصر عديدة من العراق وافغانستان. وعلى الثوار أن يدركوا بأن سقوط مصر في دوامة الصدام المسلح والعنف سيؤدي الى صعود التيار المتطرف من الجماعات الجهادية وأن أول من سيدفع الثمن سيكون عناصر التيار الليبرالي والتيار الذي يطالب بدولة مدنية تساوي بين جميع مواطنيها.

4. معركة الثوار الحقيقية لازالت هي الاعلام والوصول الى الناس، والمشكلة أن فئة من الثوار تعتقد أن القنوات الخاصة المملوكة لرجال أعمال هي أقل ضررا من الاعلام الحكومي المضلل، بينما في الحقيقة هي قنوات تخدم النظام والسلطة الحالية وفي أحيان كثيرة تخدم نظام مبارك ورجاله. فلا يمكن أن ننسى أن هذه القنوات لم تفتح إلا بتصريح من الأجهزة الأمنية للنظام السابق وأن ملاكها كانوا شركاء أساسيين في منظومة الحكم أيام مبارك وأصدقاء شخصيين لجمال مبارك. لذا يجب على الثوار أن يصلوا للناس من خلال قنوات بديلة وأن يركزوا جهدهم في التوعية على العمل على الأرض لا من خلال الاستديوهات وشبكات التواصل الاجتماعي. هكذا وصل السلفيون والاخوان للناس في القرى والنجوع واستطاعوا أن يحصدوا أصواتهم.

هذه أربع نقاط رئيسية قد تشكل برنامجا للعمل في المرحلة القادمة، وأتمنى لمن يريد الخروج من الأزمة أن يطورها أو يزيد عليها أو ينشرها إن رأى فيها خيرا، والله من وراء القصد والنصر لمصر وثورتها وفقرائها.

4 comments:

  1. تحليل جيد و آراء جديرة بالأخذ في الإعتبار

    ReplyDelete
  2. تحليل جيد وكلام رائع اهمه التواصل مع الناس.....فكرة بقى لو يتسجل خطاب من الثوار بعد كل حدث ويتبعت لقنوات تزيعه ويكون سهل يوصل للناس بدل ما احنا بعيد عنهم كده

    ReplyDelete