١
"أذكر
أننا قبل كل طلعة جوية نقوم بها من قواعدنا
حول العالم، كنا نجتمع في غرفة العمليات
ونتلقى تقريراً مفصلاً عن الرادارات التي
ستعترضنا خلال الوصول إلى الأهداف التي
يجب قصفها.
كما
كنا نتلقى تقريراً (يجري
تحميله فيما بعد على كمبيوترات مقاتلاتنا الحربية)
عن
المسار الجوي الأمثل للوصول إلى هدفنا
الرئيسي ثم هدفنا الثانوي، والمسار الجوي
الأمثل للعودة إلى قواعدنا دون التعرض
لنيران المضادات الأرضية أو الدخول في
مجال صواريخ الدفاع الجوي للعدو.
وعندما
كنا نقوم بهذه الطلعات الجوية، كنا نلتزم
بالارتفاعات المحددة لنا سلفاً وبالسرعات
التي يجب أن نطير بها.
ولا
أتذكر أن التزامنا بهذه التعليمات عرضنا
لأية مخاطر خلال القيام بمهامنا.
كنت
أدرك، ولا أزال، أن التحضير الجيد قبل
تنفيذ طلعاتنا الجوية، هو ما يجنبنا عناء
ارتجال المواقف في الجو والوقوع في فخ
ردود الفعل، بدلاً من مفاجئة العدو وإصابته
بالارتباك وهو يحاول الدفاع عن نفسه".
٢
يبدو
الرئيس محمد مرسي في هذه اللحظة مثل طيارٍ
لم يتلق أي تدريب.
حصل
على قائمة بالأهداف التي يجب عليه تدميرها،
دون أن يحصل على أية تقارير عن المسار
الجوي الأمثل للوصول إلى تلك الأهداف.
قام
فور إقلاعه بقصف مدرج قاعدته الجوية وبقصف
برج المراقبة، وهو حالياً في طريقه لقصف
الطائرات الرابضة على الأرض.
ومن
غير المعروف ما إذا كان الطيار مرسي سوف
يهبط في قاعدته التي قصفها، أم أنه سيقفز
بالمظلة من الطائرة التي يبدو أنه لا
يستطيع السيطرة عليها.
لكن
كي لا نظلم الرجل فقد أصاب عدداً من الأهداف
التي حددت له سلفاً.
من
بين تلك الأهداف التي دمرها:
المجلس
العسكري بتشكيلته السابقة، النائب العام،
المحكمة الدستورية العليا.
من
بين الأهداف التي يستعد للتعامل معها:
الإعلام،
الشرطة، رموز المعارضة، ولاحقاً حلفائه
من السلفيين.
هدفه الأخير سيكون "أم
المعارك"
التي
سيخوضها مرسي، وفق التعبير الأثير لصدام
حسين.
الصورة من المجموعة الخاصة لأحمد زكي وهي لمرصد لوس أنجليس |
٣
يحكي
المخرج الأمريكي روبرت رودريجز أنه ذهب
إلى زوجته السابقة وسألها:
لماذا
تقومين بقطع أطراف أية قطعة لحم في كل مرة
تريدين شويها في المقلاة؟ كانت إجابتها:
لا
أعرف ولكني رأيت أمي تفعل ذلك، فقلدتها.
طلب
منها رودريجز أن تذهب لأمها وتحاول معرفة
السبب.
كانت
إجابة الأم:
لا
أعرف ولكني رأيت أمي تفعل ذلك، فقلدتها.
ذهبت
زوجة رودريجز إلى جدتها وسألتها فكانت
الإجابة:
المقلاة
التي كنا نمتلكها في ذلك الزمن صغيرة ولا
تسع قطعة اللحم، فكنت أضطر لقطع أطرافها.
تبدو
جماعة الإخوان مثل تلك الحفيدة التي
توارثت وسيلةً واحدة للتعامل مع قطعة اللحم دون
أن تدرك أن المقلاة التي بحوذتها أكبر من
تلك التي كانت بحوذة جدتها، وأنه لا داعي
لقطع أطراف قطعة اللحم قبل شويها.
فقيادات
الإخوان تحاول إدارة الدولة بنفس طريقة
إدارتها للجماعة.
تتوقع
هذه القيادات من أجهزة الدولة السمع
والطاعة، دون أن تدرك أن المقلاة أكبر
من التعامل معها عبر قطع أطراف قطعة اللحم
التي هبطت عليهم فجأة من السماء.
٤
في
عاصمةٍ غربية وخلال لقاءٍ جمع مؤخراً بين
شخصين مطلعين بشكل جيد على ملفات المنطقة،
دار الحوار الآتي:
"أ.
هل
أصدقائنا في واشنطن راضون عما تفعلونه؟
ع.
لن
أقول لك إنهم راضون، بل ومشاركون فيه.
هم
يعلمون حجم الرضاء الشعبي عن مرسي جيداً
ومع ذلك هم داعمون له بقوة لأنه سيحقق
مصالحهم أفضل من أي بديل له على الساحة.
ما
فعله البرادعي في حديثه لوسائل الإعلام
الغربية كان طرح نفسه كبديل قادر على
تحقيق مصالح الغرب في المنطقة.
لكن
الأصدقاء في واشنطن حصلوا على ضمانات
أفضل من مرسي وجماعته.
وهم
مقتنعون بأن مرسي أفضل من البرادعي في
هذه النقطة.
يبدو
أن الصراع بين البرادعي ومرسي في جزء منه
هو صراع على من يخدم الغرب بشكل أفضل!
أ.
في
كل الحالات أنتم لا تستطيعون التحرك دون
أن أخذ موافقة الأصدقاء في واشنطن.
ع.
السادات
رحمه الله هو من وضع قواعد اللعبة ونحن
تعلمناها منه.
تسعة
وتسعون في المئة من أوراق اللعب في يد
واشنطن يا صديقي، وسيبقى الأمر كذلك إلى
أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً."
الصورة من المجموعة الخاصة لأحمد زكي - لندن |
٥
تمر
المنطقة بموجة من التغيير الهائل الذي
لم تشهده منذ الثورة العربية الكبرى خلال الحرب العالمية الأولى.
دولٌ سوف تختفي ودولٌ جديدة سوف تظهر.
خرائطٌ سوف تتغير وقومياتٌ سوف تأخذ حق تقرير
مصيرها.
من
يعتقد أن وصول الإخوان إلى حكم مصر هو
نهاية طريق التغيير في هذا البلد، فهو
مخطئ.
هذه فقط الموجة الأولى من التغيير والتي سيعقبها
موجاتٌ أخرى في دول الخليج والأردن.
الكل
ينتظر سورية وبعدها سيزحف الطوفان نحو
الجنوب.
حينها
سيحاول بعض الإسلاميين تكرار النموذج
المصري في الوصول إلى السلطة، كما ستحاول
القوى السياسية الأخرى تفادي هذا النموذج
للوصول أيضاً إلى السلطة.
أما
مصر نفسها فسوف تتأثر بالتغييرات التي
ستعصف بجيرانها.
ليبيا
لا تزال غير مستقرة وقد تفرض على المصريين تحدياً كبيراً في التعامل مع منطقة مصدرة للاضطراب والعنف.
كما
أن التغيير في دول الخليج سيفرض تحديات
وضغوط كبيرة على مصر التي يعتمد جزءٌ لا
بأس به من اقتصادها على تحويلات العمالة
المصرية المقيمة هناك.
ستبقى
سيناء إحدى التحديات التي ستحدد قدرة
مؤسسة الجيش على التمدد داخل جسد
الدولة المصرية والتأثير على قراراتها
فيما يتعلق بالسيادة على هذه البقعة
الحيوية من الأرض.
قرار
وزير الدفاع الأخير بحظر تملك المنشآت
والأراضي في سيناء على الأجانب والمصريين
مزدوجي الجنسية، مؤشر على شكل العلاقة
بين الجيش والرئاسة حينما يتعلق الأمر
بأحد ملفات الأمن القومي، خصوصاً وأن
دولةً عربية عرضت الاستثمار هناك وكان
هناك توجهٌ لدى الحكومة لقبول هذا العرض.
لكن
هل ينجح الإخوان في عبور التحديات التي تواجههم داخلياً وإقليمياً؟ الإجابة سيحددها طيارهم الحربي محمد مرسي.
ايه هي ام المعارك بتاعة مرسي؟
ReplyDeleteالإجابة قالها صديقنا :)
Deleteواضحة يا سامر ام المعارك هي السيطرة على الجيش
ReplyDeleteتسلم ايدك
ReplyDelete