Monday 27 February 2012

خربشات تويترية: في نقد المأزق الراهن للثورة


تنتاب تويتر وشبكات التواصل الاجتماعي هذه الأيام حالة تشاؤم من مأزق الثورة الراهن، أعتقد إن التشاؤم مفهوم بس مش واقعي! دي ثورة ممتدة معانا لعشر سنين من الإحلال والتجديد

الناس فاكرة إن التمنتاشر يوم اللي أسقطوا فيها مبارك هي الثورة! الثورة دي مسار فكري طويل بيبدأ على الأرض ولكن بيخوض أعنف معاركه في العقول!

لازم الناس تدرك بإن الثورة مش خلع مبارك ولا استرداد أموال أو التخلص من حكم العسكر.. الثورة هي بناء دولة تخدم الأمة بصرف النظر عن السياسيين!

بالانجليزي بنقول: our revolution's strategic aim is building a State where the civil servants are much stronger than any political party :)

لو الثورة نجحت في بناء دولتها، ضمنت إنها مش انتفاضة عابرة أو تململ مؤقت من أوضاع ضاغطة. دولة الثورة المفروض تكون أسمى من أي أيدولوجيا فكرية.

علشان كدة أنا اعتقد إننا تسرعنا في الهرولة نحو برلمان منتخب ومحاصصات سياسية ولم ندرك إن اللي بنعمله هو بناء كاراڤان خشب على أنقاض بيت تهدم!!

الثورة المفروض معناها يكون تعطيل الاستحقاقات السياسية والشروع في حفر أساسات دولة تستطيع التعبير عن أهداف هذه الثورة لمدة خمسة قرون لقدام.

للأسف إحنا استهلكنا جزء كبير من اليفوريا (حالة الزخمالثورية في مشاوير مكانش ليها لازمة زي مبادرات كان الهدف منها التلصيم مش البناء على نضافة

ويمكن لأن مكانش فيه وعي جمعي بحساسية اللحظة التاريخية دي، اللي المفروض تؤسس لحقب كاملة، شوفنا ائتلافات وانشقاقات وصدام فكري بين مجموعات هشة!

يجب أن ندرك أننا وفق عمنا ابن خلدون، نحن الآن في الطور الأول لتأسيس دولة ونحن الجيل المؤسس لها، وبالتالي عيب ننشغل بالكتاتني والمرشد والمشير

ثورتنا مش برلمان يعبر عن قوى مشغولة بمنع مواقع سكس أو شخصيات سياسية عاملة زي القرود من شجرة لشجرة. صورتنا لحظة تأسيس لعقلية جديدة لهذه الأمة

محاكمة مبارك، حتى لو سارت وفق أماني القوى الثورية، كانت فخ لإشغال هذه القوى بتفاصيل لن تهم الأجيال القادمة التي تريد أن ترث دولة تمثل الثورة

وللأسف نحن مقبلون على انتخابات رئاسية، كل المرشحين لها بدون استثناء مشغولون بإيجاد تصور لمشاكل راهنة وغير قادرين على الخروج برؤية بناء دولة.

كينيدي دخل سباق الفضاء مع السوڤيت بإنه غير مناهج علوم ابتدائي وقال بعد ١٠ سنوات ممكن نحط انسان على القمر. دي رؤية تأسيس لعقلية تستطيع البناء.

للأسف نحن أمام سياسيين لا يصلحوا حتى لإدارة مقاطعة ريفية في دولة زي اليابان او المانيا. ناس بلا مشروع قادر أنه ياخد البلد لعشرين سنة لقدام..

نحن على مدى عام أغرقنا أنفسنا في تفاصيل غير مجدية، زي كواليس الحياة الشخصية لمبارك ومبادرة إئتلاف شباب بنها، وتجاهلنا استحقاقات بناء مشروع..

يجب أن ندرك إن أي مشروع نهضة يجب أن يقوم بتلبية احتياجات الطبقة الأوسع في مجتمعنا وهم الفقراء الذين تمحورت حياتهم حول ازاي يقضوا الشهر لآخره

الحل الوحيد في رأيي وهو حل مختلف عن المطروح حاليا على الطاولة، هو في أن هذه الثورة تحكم من خلال زعيم شعبي حقيقي متصل بالواقع وعنده رؤية بناء

مشكلتنا في هذا الوطن إننا بنطلسق حاجة كبيرة زي بناء الدولة! مشغولين ببرلمان ورئاسة ومفيش دستور يؤسس لدولة ممكن تعيش وتخدم الأمة! #طلسقة_دولة

وفق الله ثورتنا وجعلها دولةَ عدلٍ وحرية، لا انتفاضة شعبية على ديكتاتور عابر، لن يتذكره أحدٌ من أحفادنا..


No comments:

Post a Comment